فصل: سنة ثلاث وتسعين وست مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة تسعين وست مائة:

دخلت وسلطان الإسلام الملك الأشرف بن المنصور وقد فوض الوزارة إلى شمس الدين ابن السلعوس ونيابة الملك إلى بدر الدين بيدرا.
فسار بالجيوش إلى الشام ونزل على عكا في رابع ربيع الآخر وجد المسلمون في حصارها واجتمع عليها أمم لا يحصون فلما استحكمت النقوب وتهيأت أسباب الفتح أخذ أهلها في الهزيمة في البحر وافتتحت بالسيف بكرة الجمعة سابع عشر جمادى الأولى وصير المسلمون سماءها أرضًا وطولها عرضًا.
وأخذ المسلمون بعد يومين مدينة صور بلا قتال لأن أهلها هربوا في البحر لما علموا بأخذ عكا وسلمها الرعية بالأمان وأخربت أيضًا.
ثم افتتح الشجاعي صيدا في رجب وأخربت ثم افتتح بيروت بعد أيام وهدمها.
فلما رأى أهل حصن علثيث خلو الساحل من عباد الصليب أحرقوا حواصلهم وهربوا في البحر ليلة أول شعبان فهدمه المسلمون.
وكذلك فعل أهل أنطرسوس.
فتسلمها الطباخي في خامس شعبان ولم يبق للنصارى بأرض الشام معقل ولا حصن ولله الحمد.
وفيها توفي الشيخ الخابوري خطيب حلب ومقرئها ونحويها الإمام شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن الزبير الحلبي صاحب النوادر والطرف.
سمع بحران من فخر الدين بن تيمية وبحلب من ابن الأستاذ وببغداد من الدهري وبدمشق من ابن صباح.
وقرأ القراءات على السخاوي.
توفي في المحرم وقد قارب التسعين.
والسويدي الحكيم العلامة شيخ الأطباء عز الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن طرخان الأنصاري الدمشقي.
ولد سنة ست مائة وسمع من الشمس العطار وابن ملاعب وطائفة.
وتأدب على ابن معطي وأخذ الطب عن المهذب الدخوار وبرع في الطب وصنف فيهن وفاق على الأقران وكتب الكثير بخطه المليح ونظر في العقليات وألف كتاب الباهر في الجواهر والتذكرة في الطب.
وتوفي في شعبان.
وأرغون بن أبغا بن هولاوو صاحب العراق وخراسان وأذربيجان تملك بعد عمه الملك أحمد وكان شهمًا مقدامًا كافر النفس شديد البأس سفاكًا للدماء عظيم الجبروت.
هلك في هذا العام فيقال إنه سم فاتهمت المغل وزيره سعيد اليهودي بقتله.
فمالوا على اليهود قتلًا ونهبًا وسبيًا.
وإسماعيل بن نور بن قمر الهيتي الصالحي روى عن موسى بن عبد القادر وجماعة.
توفي في رجب.
وسلامش الملك العادل بدر الدين ولد الملك الظاهر بيبرس الصالحي الذي سلطنوه عند خلع الملك السعيد ثم نزعوه بعد ثلاثة أشهر وبقي خاملًا بمصر.
فلما تسلطن الأشرف أخذه وأخاه الملك خضر وأهلهم وجهزهم إلى مدينة اصطنبول بلاد الأشكري فمات بها وله نحو من عشرين سنة.
وكان مليح الصورة رشيق القد ذا عقل وحياة.
والتلمساني عفيف الدين سليمان بن علي بن عبد الله بن علي الأديب الشاعر.
أحد زنادقة الصوفية.
وقد قيل له مرة أأنت نصيري فقال: النصيري بعض مني.
وأما شعره ففي الذروة العليا من حيث البلاغة والبيان لا من حيث الإيجاد.
توفي في خامس رجب وله ثمانون سنة.
وتاج الدين فقيه الشام شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم ابن سباع الفزاري الدمشقي الشافعي.
ولد سنة أربع وعشرين وست مائة وسمع من ابن الزبيدي وابن ماسويه وطائفة.
وتفقه على ابن الصلاح وابن عبد السلام وجلس للإشتغال سنة ثمان وأربعين وأفتى سنة أربع وخمسين.
وكان مع فرط ذكائه وتوقد ذهنه ملازمًا للإشتغال مقدمًا في المناظرة متبحرًا في الفقه وأصوله.
وانتهت إليه رئاسة المذهب في الدنيا.
توفي في خامس جمادى الآخرة وله ست وستون سنة وثلاثة أشهر.
والأبهري القاضي شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الشافعي.
سمع من ابن روزبة وابن الزبيدي وطائفة وأجاز له أبو الفتح المندائي والمؤيد بن الأخوة وخلق.
توفي في شوال بالخانقاه الأسدية وله اثنتان وتسعون سنة إلا أشهرًا.
والفخر بن البخاري مسند الدنيا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي.
ولد في آخر سنة خمس وتسعين وسمع من حنبل وابن طبرزد والكندي وخلق وأجاز له أبو المكارم اللبان وابن الجوزي وخلق كثير. وطال عمره ورحل الطلبة إليه من البلاد وألحق الأسباط بالأجداد في علو الإسناد توفي في ثاني ربيع الآخر وابن الزملكاني الإمام المفتي علاء الدين أبو الحسن علي بن العلامة البارع كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم الأنصاري السماكي الدمشقي الشافعي مدرس الأمينية.
توفي في ربيع الآخر وقد نيف على الخمسين.
سمع من خطيب مردا والرشيد العطار ولم يحدث.
والفخر الكرجي أبو حفص عمر بن يحيى بن عمر الشافعي.
ولد سنة تسع وتسعين بالكرج وتفقه بدمشق على ابن الصلاح وخدمه مدة.
وسمع من البهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي وطائفة.
وليس ممن يعتمد عليه.
توفي هو والفخر بن البخاري في يوم.
وغازي الحلاوي أبو محمد بن الفضل بن عبد الوهاب الدمشقي.
سمع من حنبل وابن طبرزد وعمر دهرًا وانتهى إليه علو الإسناد بمصر عاش خمسًا وتسعين سنة.
توفي من رابع صفر بالقاهرة.
والشهاب بن مزهر الشيخ أبو عبد الله محمد عبد الخالق الأنصاري الدمشقي المقرئ قرأ القراءات على السخاوي وأقرأها.
وكان فقيهًا عالمًا.
وقف كتبه بالأشرفية.
توفي في رجب.
ومحمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري شمس الدين أبو عبد الله الصالحي.
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع من الكندي وابن الحرستاني وطائفة وببغداد من أبي علي بن الجواليقي وجماعة.
وأجاز له ابن طبرزد وجماعة.
وكان آخر من سمع من الكندي موتًا توفي في وابن المجاور نجم الدين أبو الفتح يوسف ابن الصاحب يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي الكاتب.
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع الكندي وعبد الجليل بن مندويه وجماعة.
وتفرد برواية تاريخ بغداد عن الكندي.
توفي في الثامن والعشرين من ذي القعدة وكان دينًا مصليًا إلا أنه يخدم في المكس.

.سنة إحدى وتسعين وست مائة:

في جمادى الأولى قدم السلطان الملك الأشرف دمشق.
وقد فرغ الشجاعي من بناء الطارمة والرواق وقاعة الذهب والقبة الزرقاء بقلعة دمشق.
وفرغ جميع ذلك في سبعة أشهر وجاء في غاية الحسن.
ثم سار السلطان ونازل قلعة الروم في جمادى الآخرة فنصب عليها المجانيق وجد في حصارها وفتحت بعد خمسة وعشرين يومًا في رجب وهي مجاورة لقلعة البيرة وأهلها نصارى من تحت طاعة التتار.
فلما رأوا أن التتار لا ينجدونهم ذلوا.
وما أحسن ما قال الشهاب محمود في كتاب الفتح.
فسطا خميس الإسلام يوم على أهل الأحد فبارك الله للأمة في سبتها وخميسها.
ثم رد السلطان فعزل عن حلب قراسنقر بالطباخي وولي قلعة الروم عز الدين الموصلي.
وفيها توفي الزكي المعري إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد البعلبكي.
عابد صالح سمع من البهاء وحضر الشيخ الموفق.
توفي في شوال وهو في عشر التسعين.
وابن دبوقا المقرئ المحقق رضي الدين أبو الفضل جعفر بن القاسم ابن جعفر بن حبيش الربعي الضرير.
قرأ القراءات على السخاوي وأقرأها.
وله معرفة متوسطة وشعر جيد توفي في رجب.
وسعد الدين الفارقي الأديب البارع المنشىء أبو الفضل سعد الله بن مروان الكاتب.
أخو شيخنا زين الدين.
سمع من ابن رواحة وكريمة وطائفة.
وكان بديع الكتابة معنى وخطًا.
توفي في رمضان بدمشق وهوفي عشر الستين.
والسيف عبد الرحمن بن محفوظ بن هلال الرسعني أحد الشهود تحت الساعات.
كان عدلًا صالحًا ناسكًا.
روى عن الفخر بن تيمية والموفق بن الطالباني وأجاز له عبد العزيز بن منينا وجماعة.
توفي في المحرم عن بضع وثمانين سنة.
وابن صصري العدل علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن أبي الفتح التغلبي الدمشقي الضرير.
آخر من روى صحيح البخاري عن عبد الجليل بن مندويه والعطاء.
توفي في شعبان.
ووكيل بيت المال خطيب دمشق زين الدين أبو حفص عمر بن مكي ابن عبد الصمد الشافعي والعماد الصائغ محمد بن عبد الرحمن بن ملهم القرشي الدمشقي.
روى عن ابن البن حضورًا وعن ابن الزبيدي.
توفي في شعبان عن بضع وسبعين والصاحب فتح الدين محمد ابن المولى محيي الدين بن عبد الله بن عبد الظاهر المصري الكاتب الموقع.
روى عن ابن الجميزي.
توفي بدمشق في رمضان.
وابن أبي عصرون نور الدين محمود بن القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن أبي عصرون التميمي.
روى عن المؤيد الطوسي بالإجازة.
وتوفي في رمضان.
والنجم أبو بكر بن أبي العز بن مشرف الكاتب ويعرف بابن الحردان.
كان لغويًا فصيحًا متقعرًا.
له شعر جيد.
توفي في صفر.

.سنة اثنتين وتسعين وست مائة:

فيها سلم صاحب سيس قلعة بهسنا للسلطان صفوًا عفوا وضربت البشائر في رجب.
وفيها توفي أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الحنفي المعدل سبط عبد الحق بن خلف ووالد قاضي الحصن.
روى عن موسى بن عبد القادر والشيخ الموفق.
توفي في صفر بنواحي البقاع.
وابن النصيبي الرئيس كمال الدين أحمد بن محمد بن عبد القاهر الحلبي.
آخر من حدث عن وأحمد بن أبي الطاهر بن أبي الفضل المقدسي الصالحي تقي الدين.
شيخ صالح روى عن الموفق والقزويني.
توفي في رجب.
والفاضل جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن داود بن ظافر العسقلاني ثم الدمشقي المقرئ صاحب السخاوي.
ولي مشيخة افقراء بتربة أم الصالح مدة وسمع من ابن الزبيدي وجماعة وكتب الكثير.
توفي في مستهل جمادى الأولى.
والأرموي الشيخ الزاهد إبراهيم ابن الشيخ القدوة عبد الله.
روى عن الشيخ الموفق وغيره.
توفي في المحرم.
وحضره ملك الأمراء والقضاة.
وحمل على الرؤوس.
وكان صالحًا خيرًا متقنًا قانتًا لله.
وابن الواسطي العلامة الزاهد القدوة مسند الوقت تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الصالحي الحنبلي.
ولد سنة اثنتين وست مائة وسمع من ابن الحرستاني وابن البناء وطائفة.
ورحل إلى بغداد فسمع من الفتح بن عبد السلام وطبقته وأجاز له ابن طبرزد وأبو الفخر أسعد وخلق.
وتفقه واتقن المذهب.
ودرس بالصاحبية وكان فقيهًا زاهدًا عابدًا مخلصًا قانتًا صاحب جد وصدق وقول بالحق وله هيبة في النفوس.
توفي في رابع عشر جمادى الآخرة.
وصفية بنت الواسطي أخت المذكور.
روت عن الموفق وابن راجح.
وتوفيت في ذي الحجة عن نيف وثمانين سنة.
ومحيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان المصري الديب كاتب الإنشاء وأحد البلغاء المذكورين.
توفي بمصر.
والمكين الأسمر عبد الله بن منصور الإسكندراني شيخ القراء بالإسكندرية.
أخذ القراءات عن أبي القاسم بن الصفراوي وأقرأ الناس مدة.
والتقي عبد بن محمد الإسعردي الحافظ نزيل القاهرة.
سمع الكثير من أصحاب السلفي وخرج لغير واحد.
توفي في هذا العام.
وكان ثقة.
والسيف علي بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الحنبلي نقيب الشيخ شمس الدين.
سمع من ابن البن والقزويني وحضر موسى والوفق.
توفي في شوال.
وابن الأعمى صاحب المقامة التي في صفات البحرية كمال الدين علي بن محمد بن المبارك الأديب الشاعر.
روى عن ابن اللتي وغيره.
توفي في المحرم عن سن عالية.
وابن قرقين الأمير ناصر الدين علي بن محمود بن قرقين.
أجاز له الكندي وسمع من القزويني وغيره.
توفي في شعبان.
وابن الأستاذ عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد ابن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي.
مدرس المدرسة الظاهرية التي بظاهر دمشق.
روى سنن ابن ماجه عن عبد اللطيف.
توفي في ربيع الأول.
ومحمد بن إبراهيم بن ترجم أبو عبد الله المصري آخر من روى جامع الترمذي عن علي بن البناء.

.سنة ثلاث وتسعين وست مائة:

في سابع المحرم قتل السلطان بترزجة في الصيد ثم قتل نائبه بيدرا وحلفوا للسلطان الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون.
وهو ابن تسع سنين.
وجعل نائبه كتبغا.
وبسط العذاب علي الوزير ابن السلعوي حتى مات وأخذت أمواله ثم قتل الشجاعي.
وفيها توفي ابن مزيز المحدث المفيد تقي الدين إدريس بن محمد التنوخي الحموي.
روى عن ابن رواحة وصفية بنت الحبقبق وطبقتهما وعني بالحديث.
توفي في ربيع الآخر.
وإسحاق بن إبراهيم بن سلطان البعلبكي الكتاني المقرئ.
روى عن البهاء عبد الرحمن وتوفي بدمشق في ذي القعدة.
والملك الأشرف صلاح الدين خليل ابن الملك المنصور سيف الدين.
ولي السلطنة بعد والده في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وفتك به بيدرا ولاجين وجماعة في المحرم وتسلطن بيدرا في الحال ولقب بالملك القاهر.
فأقبل كتبغا والخاصكية وحملوا على بيدرا فقتلوه من الغد.
وله بضع وثلاثون سنة وللأشرف نحو ذلك أو أقل.
وابن الخويي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر الشافعي.
روى عن ابن اللتي وابن المقير وطائفة.
وكان من أعلم أهل زمانه وأكثرهم تفننًا وأحسنهم تصنيفًا وأحلاهم مجالسة.
ولي القضاء بحلب مدة ثم ولي قضاء الشام من بعد بهاء الدين بن الزكي ومات في خامس وعشرين رمضان.
والملك الحافظ غياث الدين محمد بن شاهنشاه ابن صاحب بعلبك الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخشاه الأيوبي.
روى صحيح البخاري عن ابن الزبيدي ونسخ الكثير بخطه وتوفي في شعبان.
والدمياطي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن أبي عبد الله أخذ القراءات عن السخاوي وتصدر واحتيج إلى علو روايته وقرأ عليه جماعة.
توفي في صفر وله نيف وسبعون سنة.
وابن السلعوس الوزير الكامل مدبر الممالك شمس الدين محمد بن عثمان التنوخي الدمشقي التاجر الكاتب.
ولي حسبة دمشق فاستصغره الناس عنها فلم ينشب أن ولي الوزارة ودخل دمشق في دست عظيم لم يعهد مثله.
مات في تاسع صفر بعد أن أنتن جسد ه من شدة الضرب وقطع منه اللحم الميت.
نسأل الله العافية.
وابن التنبي فخر الدين محمد بن عقيل الدمشقي الكاتب صاحب الخط المنسوب.
روى عن الشيخ الموفق وغيره.
وتوفي في جمادى الأولى.